Thursday, September 17, 2015


في منطقة اللاوعي، تبدأ افكار شاذه من مخاضها بتخدير ألسنة ضمير العقل،بينما تخرج ألسنة أخري عن صمتها، فيتسحب قدما الدماغ اللاواعي إلي أوكار جريمة الرغبة الملحة،فلم تمنع الغائب الحاضر رعشة يده ولا كبر عظمه، ولا شعر فروته البيضاء التي تتحير في أمر فكرته،فشعره سمراء تستكره ولا تمانع، و اخري رماديه تلعن كما حال مجتمع الفكرة.

ُُيُفتح مقبض الباب،تقترب الأرجل في ظل ترحيب من عينيّها .اللسان ضامر، مؤشر الطمأنينة أخضر. تبدأ ترانيم النٓفٓس تطرب النفٓس الآخر،تتشابك الايادي في انتظار ميلاد القُبُلات، تكادُ تميزُ من الشهوة التي وصلت لحد ذروتها،فاحد الطرفين يحاول ان ينتصر لشهوته التي تلعب دور اللاجيء السوري في الاراضي العربية فهو مطرود،غريب، يكتم نخر رغباته في الاستقرار علي شاطيء لجوء يفرغ فيه حاجته، و شهوة غضب، طرد و استقذار أخري تمثل وجهة نظر الاجماع.
يقطع صرخها جلسة نفسية لرواد دار المسنين التي يقام سرادقها خارج زمن الرغبات المخدرة. يهلع المجلس لمكان الرغبات المكبوتة فيجد الست فايزه مصدومة ارضاً لا تنطق الا بكلمة واحده " لا، لا"،تذهب الست عن الوعي.

-"اغيثونا! يبدو ان الست فايزة اعتدي عليها! ، هذه ثالث حادثة شذوذ جنسي في شهر واحد!"

يتذكر دماغها الباطن أول صدماتها،فقد كٓلِمٓ ذويها من خلفتها،علي عكس موقفهم من اخوتها الذكور فقد كانوا يحابون عليهم باخبار الناس انهم بنات خوفاً من الحسد!، يبكي و هو يتذكر احساسها الغريب من الداية التي ارتابت من امرها ماذا تريد منها! حتي استدعت الآلة الحاده و ذبحت جزء منها و ذُبح معها الجهل و العادات القميئة

ببراءة الاطفال لم تبالي،حتي عقد قرانها علي صاحب ابيها و هي في سن التاسعه بناءً علي فتاوي راكبي المنابر وقتها،دُقت الطبول و دُق معها أيام طفولتها، علقت الزينة و عُلق معها حلم الشاطر حسن حتي اشعار آخر
فأمرّ ما لقيت من ألم دخول هائم القاصرات بها ،قرب اسدال الستار و ما إليه وصول، فقد نزفت. ًً

تحاول ابتسام الممرضة ان تعمل اللازم فتتصل بالاسعاف.
- اغيثونا، الست فايزه اصيبت بصدمة عصبية، اسعاف بسرعة نرجوكم.
-بعد اذنك العنوان؟ 
-دار مسنين عين السيغة ش..
-دار مسنين! آسف لكن الوزارة اخطرتنا بمنع نقل اي حالات من اي دار او ملجأ ونحن عبيد المأمور.
-ارجوك حاول التصرف بأي طريقة، الست تحتضر.
بعد محايلة جمّة، لان طرف المسعف.

لم تكن المره الأولي،فحياتها محاطة بأنياب ثقافية مغلوطة،فقبل موعد ذبح الغزال و تقديمها لبعلها العتيق في صحون غياب الوعي بسنة، تعرضت لحادث تحرش،فكانت عائده من السوق،حتي تبادل في تقديم قرابين الفتك بصغر سنها،واستخرج شهادة ميلاد ضياع الاخلاق فكانت كالعيس(الابل) في البيداء،يقتلها الظمأ و الماء فوق ظهورها محمول.

علي مزيكا جهاز الاكسجين تبدأ حكاية الصراحة علي أوتار سيارة الاسعاف
- ست فايزه، اعلم عنك قلة الكلام لكن لن يشفع الآن، ألا اخبرتيني بمكان أولادك، اهلك؟، - تبادر ابتسام.
-سأحكي لكِ. ترد الست فايزه


لم تكن البتة تختلف عن مكلومات حقبتها، فثمة طريقة واحده يتخذها الاهل في التعامل معهن الا و هي التفرقة بينهن و بين ذكرانّهم في الخروج للتريض حين تجامع الشمس الليل، في كمية الطعام حيناً، و في الجلوس حيناً أخر،فغير مألوف ان تجلسي بتلك الطريقة فانتِ لستِ برجل! تهمسي،تتنفسي،تتضحكي بهذه الصيغه ماذا سيقول في حقك الناس؟، تطالع جسدها المثقوب بأسنان نظراتهم، فمن ثم تبدأ دراما العار في غزو شبابيك سينما شعورها. 

أما في ما يخص التعليم فلا يشغلوا اهتماماً به،فيكفي كونهم مستشارو تجريف طينتهم  بفأس خواطرهم السامة إلي أراض بور يستولون عليها. يرث الذكران ما تبقي منها بجانب فكرة ما يدعي ب"سي السيد" ، أما عن اناثهم فهم ضباط شرطة تنتصب قامتهم في دبر مشاهد تتويج لوائاتهم من الرجال، حياتهم بشكل أو بآخر متوقفة علي اشارة منهم، فكل ما يحتل جزر تفكيرها البارحة و اليوم و غداً هو ببساطة رجل!، دون أدني العناء في الترتيب لذاتها و مستقبلها، كذا شأن الغد فهو مرهون بقسيمة زواج تفتش فيها علي حريتها في مغارة بحثاً عن مفاتيح وضعت في يد جنرال يُكتب اسمه بجانب اسمها في بطاقة هويتها.
يسجنها وقتما يرغب في حصون المنع،لا يفترض،لا يليق و لا يصح  أن تطلبي الزيجة  مثالاً إلي آخر سٓكرات الجمل المنفية حتي يلحدها بكفن فكري قذر يواري سؤات المجتمع الذي يطيب خاطره بزنازين شوارب مؤسسة علي ضريح أجساد تصل رحم بعضها مجري الدم، فكانت شاهده علي ليالي تفريغ حاجة اخيها فيها وسط ترحيب من الاهل بنضوج الفتي.

تقاطعها ابتسام بعد أن أبرمت معاهده تشتيت مع سارينة العربة في حضور ڤيتو المطبات المصطنعه:
و بالنسبة لأولادك سيده فايزة، أين تقطن بقايا أشلاء ضمائرهم؟
 - أولادي؟،، في القرافة!، تسابقت أرواحهن واحدة تلو الأخري،حتي أوصي القاضي بتحويل أوراقي إلي هيئة البت في شؤميتي من عدمها، فأنا أم الارحام التي لا تروق لها غير البنات كما كانوا يدعون، و كما كان يتوقع سوء ظني طلقني بعلي،فلم يعد في حاجة إلي السياره المتهدمة التي يلجأ اليها حينما يخادن القمر النجوم.

وقد ضاع رشد المشفي حين مرت أيام بدون دفع الحساب حتي ذهب مذهب الهوس،فطرحوها أرضاً ليزين عينيها"eye liner" ذباب المادية،يلتف حول رقبتها بكتريا ذهاب البشرية بشكل "فيونكة"، و تنكشف عورة سوء الموقف، فقد استولي علي حلقها! و لكن عوضها الله بانكشاف عباءة مميلات حسن الموقف. تم نقلها عن طريق طبيب كان بالصدفة يمر ،الي مكانها بعد أن دفع مستحقاتها.    

عادت الروح إلي مواطن جسدي، استيقظت من سباتي الأصغر، للوهلة الأولي لم ينشغل بالي بسؤال كل صباح يتغزّل بملامح شمسه "ماذا ألبس اليوم؟ "ارتديت معطفي البترولي و بنطال يشبه ناب الفيل يجاري بريقه قميصٌ أبيض بسرعة مرعبه إلي عيادة أحد الاطباء ،نمّ الي علمي بعدها أنه هو الذي نقلني إلي المستشفي و دفع لي من جيبه الخاص

-دكتور، هل ستصدقني إن اخبرتك بأنك قد زرتني في حلمي ليلة البارحة؟
-بالطبع، هذا حدث فعلاً، ولكن كان درباً من الحقيقة، لا عليكي،من الممكن حدوث ذلك، فقط استرحي. وعرفها علي بعض المهدآت.

عدت إلي وعيي، ولكن في المستشفي بنفس الملابس التي ألقيت بها في الطرقات، أول ما لمحته حين فتحت أبواب عيني هو ابتسامة الطبيب، أخبرته بما حدث، آمن بما قلته و نطق بشهادتين طليعتهما أن كل ما قلته بالفعل حدث ومؤخرتهما أنه أعطاني المهدآت، رحل ركب وعيي ،دفعته المقادر إلي نقلي إلي الوحده الصحية حتي يطمئن عليّ. 

-ست فايزة، ست فايزة استيقظي أتوسل رجاكي حان وقت الدواء. تصدمها ابتسام.
-يعينني المعين علي لسانك كما يعينني علي جلسات التعذيب الكيميائيه. ترد الست فايزة. 
في الخلفية أوراق من طبيب الحلم تثبت بأنها سقطت في حفرة الهلاوس و الخيالات الكاذبه و اشتباه في فصام.
و عند لحظة معينة تسمع الممثلة فايزة ،صوت المخرج "فرركش"، مبارك علينا الفيلم الجديد.

ينفضّ سحاب الحلم إلي أمطار ترطب هول التجربة، تتفل فايزة عن يسارها مستعيذة بالله، تطلب قهوتها من "الداده" ابتسام حتي تتهيأ لمقابلات اختبار الموهبة في معهد الفنون. 

No comments:

Post a Comment