Wednesday, February 28, 2018

الأشجار قرمزيةٌ تنبت من ذقن الصخور و الماءُ لبَنيٌ كما السماء، يجلس سرچيو فوق كتف العدم الملون في داخله، يناجيه و ينتحب للاشيء،أيَا عَدَمُ اختر لوناً فأنساكَ أو لا تختر فانساني،، كفاكَ لعباً بعِدة ألواني، .لحظة !أرجوك لا تنساني وإن ناسيّتُكَ
انفثأت السماءُ باكيةً، وخَشَعَ الرعدُ فأخرج َعزفاً ولم يتمالك البرقُ نفسه فأزهرَ ضوءاً طيّبا، فَاغتسل، و أُطربَ و انشرح سيرچيو حتي أَلِفَ ألا عَدَمْ 

سَأَمَ الكَلَفَ وصارَ الزهدُ أينعاً كما التَرَف، حتي تسني لسيرچيو العدَمَ مرة أخري،

Thursday, September 17, 2015


في منطقة اللاوعي، تبدأ افكار شاذه من مخاضها بتخدير ألسنة ضمير العقل،بينما تخرج ألسنة أخري عن صمتها، فيتسحب قدما الدماغ اللاواعي إلي أوكار جريمة الرغبة الملحة،فلم تمنع الغائب الحاضر رعشة يده ولا كبر عظمه، ولا شعر فروته البيضاء التي تتحير في أمر فكرته،فشعره سمراء تستكره ولا تمانع، و اخري رماديه تلعن كما حال مجتمع الفكرة.

ُُيُفتح مقبض الباب،تقترب الأرجل في ظل ترحيب من عينيّها .اللسان ضامر، مؤشر الطمأنينة أخضر. تبدأ ترانيم النٓفٓس تطرب النفٓس الآخر،تتشابك الايادي في انتظار ميلاد القُبُلات، تكادُ تميزُ من الشهوة التي وصلت لحد ذروتها،فاحد الطرفين يحاول ان ينتصر لشهوته التي تلعب دور اللاجيء السوري في الاراضي العربية فهو مطرود،غريب، يكتم نخر رغباته في الاستقرار علي شاطيء لجوء يفرغ فيه حاجته، و شهوة غضب، طرد و استقذار أخري تمثل وجهة نظر الاجماع.
يقطع صرخها جلسة نفسية لرواد دار المسنين التي يقام سرادقها خارج زمن الرغبات المخدرة. يهلع المجلس لمكان الرغبات المكبوتة فيجد الست فايزه مصدومة ارضاً لا تنطق الا بكلمة واحده " لا، لا"،تذهب الست عن الوعي.

-"اغيثونا! يبدو ان الست فايزة اعتدي عليها! ، هذه ثالث حادثة شذوذ جنسي في شهر واحد!"

يتذكر دماغها الباطن أول صدماتها،فقد كٓلِمٓ ذويها من خلفتها،علي عكس موقفهم من اخوتها الذكور فقد كانوا يحابون عليهم باخبار الناس انهم بنات خوفاً من الحسد!، يبكي و هو يتذكر احساسها الغريب من الداية التي ارتابت من امرها ماذا تريد منها! حتي استدعت الآلة الحاده و ذبحت جزء منها و ذُبح معها الجهل و العادات القميئة

ببراءة الاطفال لم تبالي،حتي عقد قرانها علي صاحب ابيها و هي في سن التاسعه بناءً علي فتاوي راكبي المنابر وقتها،دُقت الطبول و دُق معها أيام طفولتها، علقت الزينة و عُلق معها حلم الشاطر حسن حتي اشعار آخر
فأمرّ ما لقيت من ألم دخول هائم القاصرات بها ،قرب اسدال الستار و ما إليه وصول، فقد نزفت. ًً

تحاول ابتسام الممرضة ان تعمل اللازم فتتصل بالاسعاف.
- اغيثونا، الست فايزه اصيبت بصدمة عصبية، اسعاف بسرعة نرجوكم.
-بعد اذنك العنوان؟ 
-دار مسنين عين السيغة ش..
-دار مسنين! آسف لكن الوزارة اخطرتنا بمنع نقل اي حالات من اي دار او ملجأ ونحن عبيد المأمور.
-ارجوك حاول التصرف بأي طريقة، الست تحتضر.
بعد محايلة جمّة، لان طرف المسعف.

لم تكن المره الأولي،فحياتها محاطة بأنياب ثقافية مغلوطة،فقبل موعد ذبح الغزال و تقديمها لبعلها العتيق في صحون غياب الوعي بسنة، تعرضت لحادث تحرش،فكانت عائده من السوق،حتي تبادل في تقديم قرابين الفتك بصغر سنها،واستخرج شهادة ميلاد ضياع الاخلاق فكانت كالعيس(الابل) في البيداء،يقتلها الظمأ و الماء فوق ظهورها محمول.

علي مزيكا جهاز الاكسجين تبدأ حكاية الصراحة علي أوتار سيارة الاسعاف
- ست فايزه، اعلم عنك قلة الكلام لكن لن يشفع الآن، ألا اخبرتيني بمكان أولادك، اهلك؟، - تبادر ابتسام.
-سأحكي لكِ. ترد الست فايزه


لم تكن البتة تختلف عن مكلومات حقبتها، فثمة طريقة واحده يتخذها الاهل في التعامل معهن الا و هي التفرقة بينهن و بين ذكرانّهم في الخروج للتريض حين تجامع الشمس الليل، في كمية الطعام حيناً، و في الجلوس حيناً أخر،فغير مألوف ان تجلسي بتلك الطريقة فانتِ لستِ برجل! تهمسي،تتنفسي،تتضحكي بهذه الصيغه ماذا سيقول في حقك الناس؟، تطالع جسدها المثقوب بأسنان نظراتهم، فمن ثم تبدأ دراما العار في غزو شبابيك سينما شعورها. 

أما في ما يخص التعليم فلا يشغلوا اهتماماً به،فيكفي كونهم مستشارو تجريف طينتهم  بفأس خواطرهم السامة إلي أراض بور يستولون عليها. يرث الذكران ما تبقي منها بجانب فكرة ما يدعي ب"سي السيد" ، أما عن اناثهم فهم ضباط شرطة تنتصب قامتهم في دبر مشاهد تتويج لوائاتهم من الرجال، حياتهم بشكل أو بآخر متوقفة علي اشارة منهم، فكل ما يحتل جزر تفكيرها البارحة و اليوم و غداً هو ببساطة رجل!، دون أدني العناء في الترتيب لذاتها و مستقبلها، كذا شأن الغد فهو مرهون بقسيمة زواج تفتش فيها علي حريتها في مغارة بحثاً عن مفاتيح وضعت في يد جنرال يُكتب اسمه بجانب اسمها في بطاقة هويتها.
يسجنها وقتما يرغب في حصون المنع،لا يفترض،لا يليق و لا يصح  أن تطلبي الزيجة  مثالاً إلي آخر سٓكرات الجمل المنفية حتي يلحدها بكفن فكري قذر يواري سؤات المجتمع الذي يطيب خاطره بزنازين شوارب مؤسسة علي ضريح أجساد تصل رحم بعضها مجري الدم، فكانت شاهده علي ليالي تفريغ حاجة اخيها فيها وسط ترحيب من الاهل بنضوج الفتي.

تقاطعها ابتسام بعد أن أبرمت معاهده تشتيت مع سارينة العربة في حضور ڤيتو المطبات المصطنعه:
و بالنسبة لأولادك سيده فايزة، أين تقطن بقايا أشلاء ضمائرهم؟
 - أولادي؟،، في القرافة!، تسابقت أرواحهن واحدة تلو الأخري،حتي أوصي القاضي بتحويل أوراقي إلي هيئة البت في شؤميتي من عدمها، فأنا أم الارحام التي لا تروق لها غير البنات كما كانوا يدعون، و كما كان يتوقع سوء ظني طلقني بعلي،فلم يعد في حاجة إلي السياره المتهدمة التي يلجأ اليها حينما يخادن القمر النجوم.

وقد ضاع رشد المشفي حين مرت أيام بدون دفع الحساب حتي ذهب مذهب الهوس،فطرحوها أرضاً ليزين عينيها"eye liner" ذباب المادية،يلتف حول رقبتها بكتريا ذهاب البشرية بشكل "فيونكة"، و تنكشف عورة سوء الموقف، فقد استولي علي حلقها! و لكن عوضها الله بانكشاف عباءة مميلات حسن الموقف. تم نقلها عن طريق طبيب كان بالصدفة يمر ،الي مكانها بعد أن دفع مستحقاتها.    

عادت الروح إلي مواطن جسدي، استيقظت من سباتي الأصغر، للوهلة الأولي لم ينشغل بالي بسؤال كل صباح يتغزّل بملامح شمسه "ماذا ألبس اليوم؟ "ارتديت معطفي البترولي و بنطال يشبه ناب الفيل يجاري بريقه قميصٌ أبيض بسرعة مرعبه إلي عيادة أحد الاطباء ،نمّ الي علمي بعدها أنه هو الذي نقلني إلي المستشفي و دفع لي من جيبه الخاص

-دكتور، هل ستصدقني إن اخبرتك بأنك قد زرتني في حلمي ليلة البارحة؟
-بالطبع، هذا حدث فعلاً، ولكن كان درباً من الحقيقة، لا عليكي،من الممكن حدوث ذلك، فقط استرحي. وعرفها علي بعض المهدآت.

عدت إلي وعيي، ولكن في المستشفي بنفس الملابس التي ألقيت بها في الطرقات، أول ما لمحته حين فتحت أبواب عيني هو ابتسامة الطبيب، أخبرته بما حدث، آمن بما قلته و نطق بشهادتين طليعتهما أن كل ما قلته بالفعل حدث ومؤخرتهما أنه أعطاني المهدآت، رحل ركب وعيي ،دفعته المقادر إلي نقلي إلي الوحده الصحية حتي يطمئن عليّ. 

-ست فايزة، ست فايزة استيقظي أتوسل رجاكي حان وقت الدواء. تصدمها ابتسام.
-يعينني المعين علي لسانك كما يعينني علي جلسات التعذيب الكيميائيه. ترد الست فايزة. 
في الخلفية أوراق من طبيب الحلم تثبت بأنها سقطت في حفرة الهلاوس و الخيالات الكاذبه و اشتباه في فصام.
و عند لحظة معينة تسمع الممثلة فايزة ،صوت المخرج "فرركش"، مبارك علينا الفيلم الجديد.

ينفضّ سحاب الحلم إلي أمطار ترطب هول التجربة، تتفل فايزة عن يسارها مستعيذة بالله، تطلب قهوتها من "الداده" ابتسام حتي تتهيأ لمقابلات اختبار الموهبة في معهد الفنون. 

Thursday, June 12, 2014

اللعب في عداد العشرين قدم إلا قدم!

يلدغ عقرب الساعه الكبير الزمن في مكانٍ ما .. إنها الثامنة،ينفضّ غشاء الكابوس اللعين ؛يتأوه منظفاً عامِصُّه .. يقف شاب ثلاثيني شاحب لونه، عظام وجهه مدببه تكاد تخرق الجلد ..،مقفهر البنية بجُل مكوناتها إلا الشارب المنتصب  الذي يحاوطه نبته من شعر الذقن الوليد،محني الأكتاف العابئة للهموم ،ينفِخ في سيجارة محلية الصنع تلين ريقه الناشف تبغها نشارة الخشب دخانها أغمق من عادم السيارات في بلكونة تطل علي إحدي عشوائيات القاهرة الكبري.


كعادته، يقوم بالمهمة اليوماتي المتكررة التي يوديها دون عناء في التخطيط ، فيتسحب علي أطراف أنامله حتي لا يوقظ أمه العليلة ،حتي يصل إلي عتبة الباب فيلتقط جورنال عم عوّاد ولكن للمرة الأولي،يُخيل بورقة بين أحضانالصفحات مفادها التوبيخ لعدم سداده حقّ الجرائد،
تحزن معالمه وتوخذ بنات خيالاته إلي خيم إغتصاب أقساط التسجيل و الدش وثلاجة العشرين قدم إلا قدم، و انتهاكات وصولات الكهرباء و الماء..وتحرش ايجار البيت،لا يفصله عن تلك الخيالات المرعبة إلا إيابه للبلكونة مرة أخري بنفس طريقة الذهاب.

تبدأ سيجارته في مغازلة آذان الجريده المحمّله بالأخبار الغائط كالقبض العشوائي وسلخانات التعذيب بمباركة أجهزة وقطاعات القتل في الدولة..وغيرها قماءةً كحوادث الاغتصاب و التحرش الذي لم يكد يكمل قرائتها حتي أصبح شاهد عيان علي إحداها،فطل من بلكونته مشهد تحرش طازج خال من القيل و القال،أُسدل ستاره علي إختلاف وجهات النظر في الضحية ما بين متفرج شغف وآخر آمل في نهايته أو مطرمخ علي الحقوق بحجة " لقد أدرك خطيئته، لا داعي لتضخيم الموضوع "
أومتسائل سَمِج "ما الداعي لنزولك في هذا التوقيت الباكر؟"  أو ناصح ضال الفكر.
.
 

يمشي متردد الخطي إلي الفرن كل ما يشغل تفكيره هو مستقبل الخمس دقائق القادمه ومصير العيش ، هل ينتظره؟.. سرعان ما أدرك أنّه في طابورعن آخره قد يمتد إلي ساعتين أو يزيد.. وفجأه تحل غضبة السماء بنبأ "(شطبنا..معدش عيش))" 
وفي الثواني المودية لوعي ما بعد الصدمة..يسمع الفرج "معي باتنين جنيه عيش..خذ لك بجنيه يابني".

عاد مجبورالخاطر،راض البال، فاتحاً لمعدته مائده لذيذة، قوامها الفول و البصل الأخضر، و ما إن أخذ في غليّه حتي ظهر له شبح أمه فيأتي بالأخضر و اليابس " ماذا تصنع يا علي؟"
بعد عدة معتركات كتبرير لحوسة المطبخ ، وانسداد نَفَسه من ثقل الفول وصراع حشرجة لسانه أمام أمه صاحبة العيا التي تزوجت دون رضا ودون سخط أيضاً فقد كانت قاصرة وقت حلفان أبيها بالطلاق أنه سيزّفها علي ابن خالتها أبو علي الذي كان يعمل في شركة الكهرباء وعاش في حاله يحفر لنفسه بداخل الحيط، حتي خرج معاشاً مبكراً بعد حركة خصخصة شركات القطاع العام وبيعها للمستثمرين الأجانب.

يلبس عليٌ بنطاله الأسود ذي التخييطة من الحوض،
فيتميز بالصفار المتشحم  مُذ حكّ والده -دون قصد- لأحد ماكينات المصنع الذي كان يفتش علي عداده في إحدي الدوريات التابعة للشركة في ميت الضافر.. في خلفية المشهد يظهر قميص والده الرمادي الشاهد علي عدد شعر رأس ممتحنيه في مقابلات العمل حاضناً ورقه مكتوبٌ فيها " كويتلك القميص،عشان ماتتأخرش، موفق بإذن الله" يُذكر أنها الأولي منذ تقلده منصب خريج مدرجات كلية الإقتصاد و العلوم السياسية منخرباً علي الشغل من عين الوَحش .

يركب الأوتوبيس ودون عناء في الانتظار في سحاب نفخ الموظفين خوفاً من تعطلهم عن الديوان ، ولكنّ لسوء حظه كان الأوتوبيس يعزي حاله علبة السردين ..فعن يمينه حرامي يخرق موخرة واقف لقنص محفظته ، وعن يساره رجل لحيته كبنت البنوت التي لم يمسها موس الحلاقة يحاول التحرش بفتاة ..يظل متأملاً طوال الرحلة ابتسامة طفل يجلس بجواره، ودعاء سيدة نخر عظمها السن لشاب أجلسها مكانه، حتي أدرك نفسه في محطة رمسيس .فينزل


الجو يلهب الأجساد والازدحام يلسع النفوس، والرطوبة تحرق الوجوه ، الناس تكاد تتعري ، الحاكم هنا هو بائع العرقسوس.. يضطر علي إلي اللجوء إليه ليبل عصا ريقه، وبعد أن انتشرت الراحه وهدأ روع حرارته، تظهر إبتسامة رجل العرقسوس "خليها علينا..ماجراش حاجه" بعد ان تكبدت قدماه من ايجاد نقود حديديه فكل ما تحويه محفظته عشرون جنيهاً وأقصي أمانيه ألا يضيعوا هباءً في سبيل إشباع جوع الروتين الحكومي.


يحاول عليٌ الاسراع من خطواته التي أصبحت عادة كحال معظم القاهريين في أي مكان،، فيقطع تذكرة وسط اختلاط عرق الجماهير في الطابورفيبدأ في التأمل في المشاهد التي يراها يومياً، ما بين خناقات بين اثنين ولكن لا يعرف ما السبب؟فالبعض يُحجز ليطفيء نار العراك والبعض يتفرج كنوع من التعويض عن الذهاب للسينما التي ارتفعت تذاكرها حتي وصلت إلي ثمن نصف كيلو من اللحم!
قبل أن يهيأ نفسه إلي الدخول إلي العربة، يشاهد فتاة تجلس علي مصطبة الانتظار مع طفل ينفجر فرحاً بمصاصته، يبدو عليها أنها لا تقرب إلي رَحِمِه، فيلعبان و تشرح له دروسه بالتبادل.

قبل أن يدخل من بوابة المصلحة الحكومية، يهز قلبه جملة كهل لشاب ساعده في عبور الطريق " ربنا ياخدك يابني من زماننا الوسخ ده!"  فيسأل نفسه  ماذا جري ؟حتي يدرك نفسه في طابور عريض من الملفات التي تعاشر إبط المقدمين للوظيفهوبعد عدة ساعات لم يقدرأن يحصيها،يقدم ملفه للموظف كئيب الركن بارد الملامح.روبوت آلي يعمل بالإشارة، يبدو أنه بلا لسان !

يجلس بجوار اثنين يتناجيان:"فكرك ممكن نتقبل؟ - إممم، علمي علمك، النتيجة معروفه في ناس كتير قرايب رئيس القطاع وبطانته.. ربنا يخرجنا من البلد الوسخة دي علي خير !"

يخترق المشهد حنجرة ضابط أمن الدولة، الذي يوشر علي صفة القبول
مصطفي أحمد الملواني..أفندم.. ويرمي الملف بكل قوة عضلات عضده كالقرص الطائر في ركن الغرفة
وبعد توالي النداء علي الأسماء ،وتوالي رمي كرامة أصحابها ،وانتهاك آدمية أوراق ملفاتهم، يعترض أحدهم :
لو سمحت يا سيادة الرائد.. ممكن حضرتك تنده علي اسمي وآجي أخده من حضرتك-"
- وانت علي راس أمك ريشة ؟
- يرد مرتعداً منقسماً ما بين زئير كرامته المراقة، وبين خوفه من كهرباء لاظوغلي: لا ،بس- صف الأسنان الفوقاني ينخر طرقاً في التحتاني من الخوف- ،بس أنا بقول لو سمحت "
-طيب خد الملف يا .. ويذكره بمناسل أمه ، يلا يابن الوسخة من هنا ، ويقطع ملفه ارباً اربا
ينقضّ علي كعصام الحضري لصد كرة ضابط لاظوغلي..ويخرج من المصلحة حامداً ربه أن كرامته لم تهتك بشكل كامل.



يوشك قرص الشمس علي النوم في حضن الليل،في ظل عدم تركيز من الشاب الثلاثيني ،ولكن في أم تركيز قدميه التي اتخذت من ذاتها قبطاناً يوجه المركب بتغيير عدد العقد، فيشف الإياب بنفس طريقظ الذهاب، فهي "فلاش باك" لنفس الفيلم البائس! حتي يحس بجزء من الوعي وهو يفتح الباب ويرجو الطعام أثناء غسله تراب جبهته

تتأسف الأم لخلو المنزل من الاكل كما أنها متعبه ، وتخبره بنسيانها تذكيره بأن معاش والده قد نفذ من يومين
كظم غيظ جوعه، و إن نزل عليُ السلم مكسر البلاط حتي وجد عم عبده في السرداب و هو يعرض عليه مشاركته في أكل المشلتت المحشوبالسمنه البلدي و الجبنه الحادقه و العسل
-بعد تفكير برهة، وادراك قيمة استغلال الفرصة بطريقة صحيحة:همم،عشان خاطرك بس."
- يخليك لينا..ونشوفك في الخارجية وتبقي ضهر لينا كده.. حابعت شوية للحاجة فوق"

يقف عليٌ علي كورنيش النيل،لأنها الشيء الوحيد الذي لا يتطلب فيزيتا أو تذكرة أو مال يُدفع! لا يعلم أحد فقد تفعلها حكومتنا الرشيدة ،فتحسب عدد الأنفاس بعداد، ومن يلعب فيه يحاكم بتهمة اللعب في العداد!

تجري برأسه أفكار سلبيه تسابق الأخري..


استمر في التفكير حتي فهم أن الاسود يسير معه الابيض بالتوازي، فكل السودويات التي تأكل ملامح دماغه، يرافقها أشياء جميلة ولكن لا يراها.
خَلِصَ علي من يومه بأن السعادة ليست في عدم وجود المشاكل ،
 ولكن في إدراك واستيعاب كيفية التعامل معهافالمشكله تصبح ًمشكلة إذا رأيناها كذلك، كما أن الحياه أقصر بكثير من أي مشاكل أو منغصات أو مضايقة .. عشها ببساطة ! :)
 وفجأة وقبل ان ينتهي من التفكير.. يسمع صوت زوجته:
حبيبي ..حبيبي إنت سرحان في إيه؟ ..إيه اللي واخد عقلك؟-
- لا ولا حاجه! .ماتشغليش بالك.

Thursday, November 21, 2013

ناضورجي النفاذية الإختيارية !


تتمايل أرواحنا لذروتها ما بين الانغماس في غَزَل النجاح أو تتهاوي فتسقط في خندق  الاستسلام وعدم المحاولة للوصول للنجاح ،حتي تمر بمحطات كل محطة تتكون من جدار فاصل كمفترق طرق إما الي استمرارية الحياه او إلي نهايتها، فيعمل بخاصية النفاذية الإختيارية، يقف عليه ناضورجي  يراجع هوية المارة فيؤشر علي ختم النفاذ ،كل ذلك في تصور إلهي، بأنك  في تلك اللحظة  رُفع قلمك و جفت صُحُفَك فلن تمر! 

يمر أمامك شريط أحداثك،تنسل الروح بنفاذية اختيار الناضورجي و يبدأ شبحك في التطلع للمشهد في 'بلاتوه' الموت، فتتلون عيون أطرافك بالازرق ولانه عالم مختلف فتتحول للمره الاولي  في تاريخ الألوان للاحمر بسبب دفء مشاعر امك المستلقية  علي الارض 
يحاول صوت تشابك الايدي أن يعلن عن نفسه في وجود صوت خضرفتها بمواقف هزل و شجار وفرح خاصة بكما، إلا أن اليد العليا الآن للنواح.

تظهر لافتات علي جبين من يطالعون نفسك المغشيّ عليها،توضح حقيقتهم ما بين المكلوم علي فراقك و بين لاعب دور الممثل العاطفي فتعرف صادِقك من كذابك.
 
تختلف طريقة الموت، منها الموت الاعتيادي، و آخر بخاصية اختلاس الغراب، و ذلك هو الموت المفاجيء،فيقذفك  مبكراً كائن غير معلوم الهوية من الطريق الممهد بين المحطات الي العالم الآخر دون المرور بالناضورجي.

"لم تحتمل فراق أُنسه،فتبعته في طريقه إلي خلاء الكون الآخر"
أحياناً تحتضن الارواح بعضها بعنف،فتشد إحداهما يد الاخري لما وراء السور الفاصل حتي سماع صرخات الناضورجي المبدده لحالة التآلف، لكن صورة الروح التي لم تنفذ إلي استمرارية الحياة تظل في وجدان الروح النافذه من السور حدُ ترقيع الرأس المفتوحة بجلد الفخذين.

"عادة أري قلبي مقبوضاً و أشعر بحلول صيف الموت فجأةً قبل موعده"
 وقتها يكون ماداً بصره فيري أن روحه لن تجتاز روتين المُراجع الذي سيستوقفه و يصب عليه من سماجته صباً و أنه سيرحل بخاصية إختلاس الغراب.

لا ننسي ان للموت فوائد! ،إذاً فما هي؟، أعتقد كون تلك الحالة اللحظيه التي نتعظ منها ثم نضرب بذلك الاحساس عرض الحائط تجعلنا نري الحياة بوهانتها و قلة حيلتها، فنتعامل ببساطة علي أنها مرحلة و رحلة، نؤدي فيها ما علينا من عبادات و عمارة تتمثل في وجهة نظري في تحقيق أحلام و نجاحات تغيّر و تؤثر في الناس فذاك أم الفوائد .

إذن ، هل تعتقد أنك علي أهبة الاستعداد لأخذ خطوة السفر إلي ذلك المكان الغريب الهوية غير معلوم الهيئة؟، تخيل أن كل ما يشغل بالك و ما زرعته علي مدار الماضي و الآن قد ينتهي بتأشيره من الناضورجي؟
هل أثرت في الناس بالقدر المناسب؟ هل أديت ما عليك من عبادات ؟، تخيل نفسك بعد السور الفاصل و تخيل رد فعل الناس و الأزمان و صاحب عقار القدر نفسه.